عبد الجبار الوزير
هو مثل النخلة الواقفة لا تموت، ولا ينتشل ورقها، ولا ينقطع ثمرها، فهي
دائمة الخضرة، وغزيرة الثمرة.. وهو أيضا مثل النحلة تأكل طيبا وتضع طيبا،
وأينما وقعت لم تكسر ولم تفسد..كذلك هو الممثل المراكشي الكبير سنا وتجربة
ومقاما، عبد الجبار الوزير.
الوزير بدا أبي النفس، وهو يستنكف عن السؤال ومد اليد طلبا للعون، رغم
أن ما يعيشه حاليا تشيب له الولدان، وتقشعر له الأبدان، حيث خضع في مصحة
خاصة بمراكش لعملية جراحية بُترت على إثرها ساقه اليسرى من أسفل الركبة،
بعد أن استفحلت الآلام في جسده.
جسد الوزير اجتمعت فيه أمراض شتى، فقد أصابه فشل كلوي حاد أحاله إلى
مجرد شبح، كما ألم به ارتفاع ضغط الدم، والتهاب البروستات، دون أن ينسى داء
السكري نصيبه في نخر جسد الفنان المراكشي الأصيل، ليؤثر على حاسة البصر
بإحدى عينيه، دون أن تؤثر على حس الفكاهة لديه.
نجل الوزير عبر عن حقيقة التجاهل الذي طال والده في محنته الصحية، حيث
صرح بأن الممثل الكبير علم أسرته وأبناءه التربية على خصال التعفف والتنزه
عن السؤال، غير أن ما آلم عائلته هو التنكر لماضي وحاضر هذا الممثل العملاق
الذي أدخل البهجة على قلوب المغاربة.
الوزير، الذي يعايش الآلام في صمت، ولولا العملية الجراحية لما علم أحد
بأمراضه التي تغزو جسده غزوا، لم يكن فقط ممثلا على خشبة المسرح أو شاشة
التلفزة لأزيد من 6 عقود، بل كان أيضا مقاوما ينافح عن استقلال البلاد،
ومجاهدا إلى جانب حمان الفطواكي..ولهذه الأسباب وغيرها لا يسع هسبريس إلا
أن تستقبل الوزير طالعا.
عبد الجبار الوزير
4/
5
Oleh
Unknown